في مواجهة كورونا: اقض على مخاوفك وانتصر لنفسك!

Like 427
Post
الصورة
Youth playing the piano

مع استمرار  الجائحة العالمية المدعوة بفايروس كورونا المستجد (COVID-19)  وتجاوز عدد المصابين به في العالم المليوني شخص حتى ساعة كتابة المقال، يسألني الكثير من الشابات والشباب عن بعض النصائح والإجابات، بصفتي ناشطة بمجال إشراك الشباب والسلام ومدربة مهارات حياتية.

ماذا الآن؟

عندما أجبر فيروس كورونا أكثر من ثلثي سكان العالم على العيش تحت الإغلاق، ظهرت أسئلة مشتركة من مثل، ماذا علينا أن نفعل في الحجر الصحي؟ وكيف يمكننا استثمار هذا الوقت بأفضل طريقة؟

وفي هذا المقال أحاول أن أعطي بعض الإجابات والنصائح علّها معلومات وأفكار مفيدة وخفيفة أيضاً، عزيزي القارئ!.


 

الصورة
Clock

الوقت.. أعطي نفسك الوقت
 

في البداية ياعزيزي إنه الوقت.. أعطي لنفسك الوقت، هناك شيء يملكه الجميع  ويملكونه بكثرة، وأنت الآن بالذات تملك منه الكثير رغماً عنك، لكن رغم امتلاكك له إلا أنك أقل الناس حظاً به، إنه الوقت!

دائماً ماكنتَ كريماً به لمدرستك وحقيبتك المدرسية المثقلة بالمقررات المتنوعة، أعطيت منه الكثير والكثير لأصدقائك وأفلام الكرتون، أما في الجامعة وورشات العمل فحدث ولا حرج، وإن كنتَ شاباً لديه خدمة إلزامية فقد أعطيت الكثير صدقني! ومازلت بتلك الوتيرة عزيزي القارئ.. تعطي عملك و رب عملك الكثير والكثير منه.

هناك ممن يتكرمون به للأعمال المجتمعية والمجتمع المدني. بالطبع لا أقصد بكلامي هذا أن التحصيل العلمي والعمل والتطوع أمور قد تُعتبر مضيعة للوقت، بل على العكس هي أمور مثمرة ومفيدة وتساهم بشكل كبير في صقل شخصيتك ومهارتك وخبراتك الحياتية. لكني ماأقصده بالضبط هنا هو الحلقة المفقودة بينك وبين ذاتك!.

دعني أوضح غايتي، كثيرة هي المقالات التي ملأت الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بسبب ظروف الحجر الصحي في العالم، والتي تحفزك على قراءة 50 كتاب مجاني، وتصفح 30 موقع الكتروني مجاني، والالتحاق ب 90 تدريب افتراضي، فأصبحت شهاداتهم مجانية بسبب وجود فايروس كورونا!. بالطبع تلك المبادرات والجهود من المؤسسات التعليمية والصفحات الإعلامية،  لها منّا كل التقدير والاحترام نظراً لمسؤوليتهم الاجتماعية وفائدتها الكبيرة في تطوير مهاراتنا وخبراتنا وذواتنا، ولكن سؤالي هنا.. ماذا كنت تفعل إذاً قبل فايروس كورونا؟

كيف كنت تقضي وقتك؟ وبماذا؟ ماهي الأشياء التي كانت تستنزف وقتك وجهدك وروحك؟!
هي أسئلة إجابتها ليست لديّ.. بل عندك!.

الصورة
relaxing on Sofa

أما  عن إجابتي في أول المقال فهي.. أنك لستَ مطالباً بشيء.

إن هذا الوقت ليس هو الوقت المثالي لزيادة الإنتاجية لا على مستوى الأفراد أو حتى على مستوى الدول حول العالم، ولا الوقت المثالي لتحميل نفسك أعباء مواكبة منافسيك، ولا هو الوقت المطلوب لتصبح خبيراً بمجال ما في ثلاثة أيام!، هذا الوقت هو مخصص لتجميع طاقتك المنهكة فقط، فلا شيء سيهرب منك ولن يفوتك القطار صدقني!.
ابتعد عنهم جميعاً، وصاحب نفسك.
 

الآن أنت تملك وقتك كاملاً، بسبب ظروف الحجر الصحي ليس هناك التزامات كما كان في السابق، قد يبدو من الجميل الآن أن تهدي وقتك لنفسك.. ولذاتك، فلنفسك عليك حق.
أول خطوة هي الراحة النفسية، اعتزل كل مايؤذيك الآن من نشرات الأخبار المحزنة، وعدد الإصابات وإحصائيات الموتى، ناهيك عن رسائل الواتساب ومنشورات الفيسبوك الممتلئة بالسموم المخيفة التي تقض مضجعك وتسكن القلق والتوتر في روحك، ابتعد عنهم جميعاً.

 

      1. حاول أن تتنفس

نعم تنفس جيداً، فالكثيرون منّا لا يعرفون التنفس الصحيح الذي يكون باستخدام المعدة التي تضغط بالشكل الصحيح على عضلة الحجاب الحاجز وتساعد رئتيك على امتلائهم الكامل بذرات الأوكسجين وإفراغهم من كل ذرة من ثاني أوكسيد الكربون.  حاول وأنت تتنفس بشكل جيد أن تعزز ذلك ببعض تمارين "اليوغا" البسيطة التي تعطي المرونة والحركة لكامل لعضلات الجسم.

      2. تأمل واسمع الموسيقى

يمكنك كل صباح يوم جديد أن تطل من شرفة منزلك أو النافذة في غرفتك أو سطح البناء ربما، تأخذ مشروبك الصباحي الدافئ وأنت تستمع لموسيقاك المفضلة، أو تجري اتصالاً مع أحد أصدقائك أو شريكك الحميم. دع أفكارك تمشي مع الغيوم في السماء وأطلق العنان لخيالك ولا تقلق لأي شيء.

       3. مارس هوايتك المفضلة
من منّا لا يملك هواية مفضلة يحب أن يمضي وقته بها، ربما تكون الرسم، الرقص، الغناء، والطبخ. وربما قد تكون مشاهدة دراما أو أفلام، أو لعبة الكترونية في هاتفك الذكي. ليس مهماً هنا أن تكون هواية تعليمية بقدر ما أن تكون قادرة على استخراج شبح "كورونا" من عقلك وتفكيرك، ولو لساعات قليلة.

       4. طوّر بعض المهارات
بعد تلك الأولويات ومعها قضاء وقت جميل مع العائلة على مائدة طعام واحدة، قد لا تحدث سابقاً إلا كل مئة عام!.
يمكنك أن تقضيها مع كتاب جديد يزيد من سعة إطلاعك، أو مع كورس أونلاين عبر إحدى المنصات التعليمية الالكترونية، لكن يشترط به أن يكون ضمن اختصاص محبب بالنسبة إليك.

       5. حاور نفسك وتعلم المزيد
حاور نفسك أمام المرأة أو على فراشك وقت خلودك للنوم، اكتب مذكرات إن أردت أيضاً، لكن الأهم أن تتحدث مع ذاتك، وأن تتعرف عليها أكثر، لا بأس من طرح الأسئلة المحرجة أو التفكير بمسائل معلقة أو سبر أغوار روحك لتعرف عن كينونتك المزيد. فاللحظة التي تشعر بها أنك تستحق كل الوقت، كل الحب، كل الاهتمام، كل الرعاية منك. هي اللحظة التي ستتغير بها للأفضل.

الصورة
stay positive

الخوف أعظم معلم.. تقبله في حياتك وتعلم منه!


كل أساليب السيطرة والإرهاب تأتي من فكرة أن "الإنسان دائماً سيحاول تجنب الألم مهما كانت النتائج"، وهذا غالبا ًما يوصله إلى أشكال أكثر تعقيداً من الألم.. وهذا مايحدث حالياً حول الأرض.
فالجميع خائف من فكرة المرض، والجميع خائف من فكرة الإصابه به، والجميع خائف من خوف الأخرين وضبابية المستقبل.  لا أحد منّا يرغب بملئ إرادته أن يُحجر في بيته، فشعور السجن خانق ومؤلم!، لكنه الخيار الأمثل حالياً لمواجهة هذا الوباء،  فاعتد أن تتقبل الخوف والألم بكل أشكاله إن أردت أن تعيش كإنسان حر.  وتذكر أن خوفك من الألم أسوأ بألف مرة من الألم نفسه!